responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 210

وكان النساء يلبسن القمصان المشقوقة عند الرقبة ويربطن رؤوسهن بعصابة تزينها الطبقة الراقية ببعض الحلى الثيمنة وقد يتصل بالعصابة منديل يحجب الوجه لدى المحتشمات في المدن ويلبسن الملاءات الفضفاضة ويتخذن حليهن من الخلاخل والأساور [١] واشتهرت المكيات في هذا العهد بأنهن لينات الارساغ «مؤنثات» تميل ألوانهن الى البياض المشرب بسمرة في قدود حسنة وأجسام ملتفة وشعور جعدة وعيون مراض [٢].

وكانوا يحتفلون بالأعياد الدينية احتفالا شائقا وكانت مكة اذ ذاك منقسمة الى منطقتين هي المعلاة وتشمل نصف مكة الأعلى ، والمسفلة وتشمل نصف مكة الأسفل وكانت المنطقتان تتزاوران في أيام الأعياد ويتفنن أصحابها في أنواع من اللعب على صوت المزمار والطبل وكان بعض النساء يعمدن الى الشعاب البعيدة ويعقدن حفلاتهن على صوت المزمار والطبل.

وأكثر ما يتمتعن بحريتهن في اللعب أيام عرفات ومنى حيث كانت تخلو البلدة بالمتخلفات منهن عن الحج [٣].

ولم تكن مكة تحتفل في هذا العهد بموالد النبي 6 وبعض الصحابة لأنها لم تعرف ذلك الا في عهد الفاطميين كما سيأتي ذكره في حينه.

وعرفت مكة في هذا العهد لعبة الشطرنج والنرد واتخذ سباق الخيل شكل الحفلات العامة في الأبطح من أعلا مكة لعناية الأمراء والعظماء به ولم يكن لهم مقاه على النحو الذي نراه اليوم بل كانت لهم مجتمعات في بيوتهم وكانوا


[١] راجع مختصر تاريخ العرب لسيد امير علي ٣٨٩ وما بعدها

[٢] نقلها تاريخ الاسلام السياسي ٣ / ٤٤٨ عن كتاب مخطوط بمكتبة برلين

[٣] وكانت لهن في ذلك عادات لطيفة وقوانين لا تعارضهن فيها سلطة ، وقد اختفت اليوم (ع)

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست