responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 176

مكة وأنه مات سنة ١٢٦ فخلفه في افتاء الناس عبد الله بن أبي نجيح ، كما يحدثنا أن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج كان علما من أعلام مدرسة مكة وأنه من أول من ألف في الحديث إن لم يكن أولهم وأنه عندما توفي سنة ١٥٠ كان قد تلقى عنه جمهور من الفقهاء أشهرهم الأوزاعي وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض ، وأن سفيان بن عيينة كان من أبرزهم ، وقد أخذ عنه الشافعي وأحمد بن حنبل ومحمد بن اسحق ويحي بن أكثم القاضي وغيرهم ، وكان الشافعي ; يقول لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز ، وأخذ عن الشافعي عبد العزيز الكناني [١] وهو من ألمع رجال الفقه والتفسير.

ولم يقتصر نشاط مكة العلمي على حلقات الدرس فيها ، فقد رحل كثير من فقهائها الى أمصار الاسلام فنشروا علومهم ورووا أحاديثهم علاوة على كونها كانت مفتحة الأبواب لجميع الرواد يقصدونها من سائر الأقطار لينهلوا من علومها ويغترفوا ، وكانت مجامعها في مواسم الحج غاصة بالمسترشدين والمستفتين والمناقشين ، وكانت مجالس المناظرات تعقد في بيوت فقهائها وفي حلقاتهم من المسجد فتجد من غزارتهم العلمية ما يروي غلة السائلين والمناظرين.

وكان التشريع في هذا العهد الذي ندرسه قد تطور شأنه في بعض أمصار الإسلام كالعراق وأخذ يتسع لقياس الفقهاء الا أن أمره في مكة والمدينة ظل على حاله لا يحفل الا بالنص الوارد بالسند المتصل الى المشرع الأعظم صلوات


[١] ينسبون اليه كتابا اسمه «الحيدة» أملى فيه قصة امتحانه في مجلس المأمون بخلق القرآن ، وجاء في ذلك أن المريسي رئيس المعتزلة قال للكناني أن كلمة جعل في قوله تعالى (جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) وفي سائر القرآن تؤدي معنى خلق فرد الكناني يقول ان قوله تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) وقوله (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) ليس فيهما معنى خلق فافحم المريسي وسجلها المأمون انكسارا.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست