responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 175

أنت تسرف في أموال المسلمين وتسيء التصرف فيها وأنت محاسب عليها بين يدي الله فازداد بكاؤه وأراد جنده أن يطردوه فكفهم عنه.

وبذل الخلفاء الحجاج من الاحسان ما يدل على مبلغ عطفهم على بلاد الحرم فقد أنفق المهدي في سنة ١٦٠ ثلاثين مليون درهم و ٣٠٠ الف دينار وصلته من مصر ومائتي ألف دينار وصلته من اليمن و ١٥٠ الف ثوب.

وبلغ عطاء الرشيد في مكة في احدى السنوات التي حج فيها مليونا ونصف مليون دينار [٣].

ولا يملك المؤرخ الباحث أن يمضي به القلم في هذه الأرقام الضخمة دون أن يسترعي انتباهه ضآلة الفوائد التي كانت تجنيها البلاد من هذه الأرقام على ضخامتها فإن مثل هذا البذل السخي لو أنفق في مرافق للانتاج لظلت آثاره باقية الى اليوم في ثروة البلاد الانتاجية ولتعودت البلاد شيئا آخر لا يتفق مع قبولها الصدقات والعطايا ولكنهم كانوا لا يأبهون الا بشراء القلوب وارضاء كبريائهم بما يبذلون من بيوت المال.

الناحية العلمية : تركنا مكة تزدهي بمدرسة ابن عباس في أواسط العهد الأموي وكنا قد رأينا مجالسه تنتج لنا مجاهدا بن جبر وعطاء بن أبي رباح وطاووسا وعكرمة وأمثالهم فاذا انتقلنا الى ما يلي ذلك نحو العهد العباسي الأول بدت لنا مجالس عمرو بن دينار وعبد الله بن أبي نجيح ومحمد الأوقص ثم عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج يغص بها المسجد الحرام وتزدحم أفنيته بأقران هذه الطبقة من الفقهاء والمحدثين مما يطول سرد أسمائهم.

ويحدثنا التاريخ ان عمرا بن دينار كان ثقة كثير الحديث وانه كان يفتي في


[٣] شفاء الغرام للفاسي.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست