responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 177

الله عليه ، وبذلك تميز النشاط العلمي في مكة والمدينة يومها بعنايته بالمأثور من أقوال النبي 6 وأفعاله في الوقت الذي شاعت فيه شتى المذاهب القائلة بالرأي والآخذة بالقياس والضاربة في آفاق الاجتهاد والتأويل.

الناحية الفنية : واذا تركنا هذا المجال في مجامع الفقهاء والعلماء منتقلين الى اوساط المتظرفين والماجنين واللاعبين وجدنا مكة تعج بترفهم ومجالي الانس كما كان الشأن في العهد الاموي ، كما يرى ان مدى هذا التظرف والفن لم يدم طويلا في العصر الذي ندرسه لان الغنى الذي كان يتمتع به الحجازيون طيلة العهد الاموي وصدرا من العهد العباسي الاول بدأت موارده تنضب بفعل التحول السياسي الذي اقتضته ظروف الحياة في الحجاز فقد كانت سياسة الامويين كما علمنا فيما سلف تقتضيهم ان يغدقوا على الحجازيين الأموال الطائلة والهبات العظيمة ليشغلوهم بها عن التطلع الى الخلافة فاثرت مكة من هذه الهبات واثرت المدينة ، وانغمس المترفون منهم فيما انغمسوا ، فلما جاء العباسيون لم يكن لهم هم الا العناية بالفرس مؤسسي دولتهم فتحولت الهبات الحكومية الى القادة والعظماء من مدن العراق او خراسان وبذلك ضعف شأن الحجاز بالتدريج وبدأ الفقر يأخذ طريقه الى بيوتاته المترفة ، ولم يبق لهم من تلك الهبات الطائلة الا نفحات الحجاج من الخلفاء او العظماء وبعض الصلات اليسيرة ، يضاف الى هذا ان الحجازيين لم تتحسن علاقاتهم جيدا مع العباسيين فقد كانوا ـ كما مر بنا ـ مصدر تعب طويل لاقى العباسيون فيه كثيرا من العناء وبذلوا الكثير في سبيل اخماد ثوراتهم ، ويصح لنا ان نضيف الى هذه الثورات خروج البدو في خلافة الواثق واعلانهم الفساد والاذى ولا يكفينا ان نعتذر لهذا الفساد بفقر البادية او جوعها لان الحاكمين بأمرهم من بني العباس لم يكونوا

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست