responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 172

وإذا أردنا أن نستعرض الجهود الخاصة بمكة فمن السهل أن نعود الى ما سقناه في الفصل السابق لنجد أن «النفس الزكية» ما كاد يفر من مكة سنة ١٣٢ حتى استأنف ظهوره في المدينة عام ١٤٥ معلنا ثورته باسم العلويين وقد ساعده التوفيق ثم ما لبث أن خانه فقد انهالت عليه جيوش العباسيين تدك حصونه في طريقها حتى قضت عليه قتيلا في السنة نفسها ١٤٥ وفرقت عنه جميع العلويين والمتشيعين.

وقويت يقظة العباسيين بعد الذي حدث فحرصوا على أن لا يولوا امارة مكة الا من أولاد البيت العباسي ليضمنوا غائلة العلويين فيها كما حرصوا على ضم الطائف وجدة الى امارة مكة في كثير من الأوقات ليوسعوا دائرة نفوذ من يختارونه لذلك الى حدود البلاد التي كانت مظنة اشتباه عندهم.

إلا أن هذا لم يفت في عضد العلويين في مكة لأننا لا نفتأ أن نواجه في عام ١٦٩ ثورة ثانية ثم في عام ١٩٩ ثورة ثالثة ، غير أن هذه الجهود جميعا ضاعت هباء وراح أصحابها ضحية أهدافهم في الحياة.

وثار للمرة الرابعة علوي جديد في اليمن في عام ٢٠٢ هو ابراهيم بن موسى الكاظم ومضى في جيشه الى مكة فاستقل بها في عهد المأمون بالرغم من أن المأمون كان من أكثر الخلفاء عطفا على أماني العلويين [١] ثم باء بالهزيمة التي باء بها أسلافه من قبله.

وهكذا ظلت مكة طوال أكثر هذا العهد الذي نؤرخه نهب الثورات التي شنها التنافس بين أصحاب السلطان من العباسيين وخصومهم فيها من العلويين.


[١] راجع اخبار ثورات العلويين في فصل العهد العباسي.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست