responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 173

لهذا لم يجد الاستقرار السياسي سبيلا موطأ الا في سنوات قليلة من هذا العهد ، وقد ترتب على هذا أن عانت من الضيق وغلاء الأسعار شيئا كثيرا في الفترات التي كانت تعاني فيها من بلاء الثورات.

ويجد الباحث السياسي أن تبعية مكة في هذا العهد كانت تبعية مباشرة يحكمها فيه خلفاء بني العباس حكما مباشرا لا أثر فيه للاستقلال الذاتي ، وليس أوضح دليلا على هذا من تأمير أولاد بني العباس عليها في جل سنى العهد ولا يحكمها أولاد العباس الا ليستوحوا سياسة بغداد في كل ما يتعلق بأمورها الداخلية ، ولا عجب في هذا فقد كان المسلمون لذلك العهد لا يعرفون الاستقلال الاقليمي أو النعرة باسم الوطنية فقد كان الخليفة هو قبلة جميع الاقطار الإسلامية الا الخارجين عليه أو مدعي الخلافة دونه.

وهي نظرية قلدوا فيها الأمويين وأيدها لهم الوعي الفارسي فقد كان الفرس يقولون بفكرة الحق الملكي المقدس وأنت تستطيع أن تلمس هذا في قول أبي جعفر المنصور «إنما أنا سلطان الله في أرضه» لذلك شعروا أنهم انما يحكمون بتفويض من الله لا من الشعب وفي هذا ما يخالف شعور الحاكم في عهد الخلفاء الراشدين [١].

عطف الخلفاء : ولا بد لنا من أن نسجل للخلفاء العباسيين في هذا العهد عطفهم على مكة بالرغم من ثوراتها عليهم ولعلهم كانوا يفرقون بين عامة أهلها وغيرهم من رجال السياسة العلويين أو أنهم كانوا يريدون مداراة الأمر فيها بما يبذلونه من عطف الى جانب الضربات التي يكيلونها لهم.


[١] راجع تاريخ الاسلام السياسي ٢ / ٢٢١ وما بعده.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست