اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي الجزء : 1 صفحة : 171
النواحي العامة
في العهد العباسي الأول
الناحية السياسية : لاح نجم العباسيين السياسي في الأفق ومكة على حالها يعني المتدينون فيها والمتعلمون بحلقات الدروس والعبادة ويلهو مترفوها بمجالس اللذة بالشكل الذي سبق الحديث عنه في عهد بني أمية.
أما السياسة فقد ظل ميدانها محدودا يمارسها فيه بعض العلية من أقطاب العلويين وعندما شرعت الحركة العباسية تأخذ دورها الجدي في أمصار العالم ونشط أبو جعفر المنصور أخو الخليفة السفاح يدعو لها في مكة حاول العلويون فيها أن يستثيروا الأهالي باسم البيت الهاشمي فلم ينجحوا كثيرا [١] وأعتقد أن أهم البواعث على اخفاقهم أن المكيين نسوا في غمرة لهوهم نعرة الخلافة وتورع أصحاب الورع منهم عن البحث فيها.
لهذا ما فتىء المنصور أن وجد السبيل سهلا الى غايته واستطاع بشيء من النشاط أن يجعل الأهليين فيها أمام أمر واقع فبايعوه بالخلافة للعباسيين وتركوا عظيم الهاشميين يومها «النفس الزكية» يفر بنفسه الى أحضان البادية.
وما دمنا في صدد العلويين فمن الانصاف للتاريخ أن لا ننسى أن العلويين بذلوا جهود الجبابرة في سبيل توطيد مركزهم لا في مكة وحدها بل وفي أمصار عديدة من الإسلام ولكن جهودهم أبت أن تثمر بفائدة أو تصل بهم الى هدف.
[١] يرى الشيعة أن أولاد فاطمة بنت النبي «6) هم الورثة الشرعيون لخلافة النبي. ويرى العباسيون أن ميراث الرسول آل لجدهم العباس لأنه عم النبي 6.
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي الجزء : 1 صفحة : 171