responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 50

وسخة جدّا. وقد رأيت كثيرا من الإفرنج يعجبون بنظافة طرق مالطة ويفضّلونها على كثير من طرق المدن العظيمة بأوروبا غير أن زوايا كل منها ممتلئة قذرا ونجاسة ومنها ما لا يمكن لاثنين أن يمشيا فيه معا وفي كل زاوية فانوس مركوز على دعائم من حديد يوقد الليل كلّه ومثل هذه الفوانيس لا يوجد في لندرة وباريس إلا في أضيق الطرق وأرداها وقد بلغني بعد تحرير هذا الكتاب أن أنوار فالتة تستعمل الآن من الغاز.

ملاحظات ومآخذ

ثم لا يخفى أن الإفرنج دأبهم أن يشنعوا على العرب والترك أن بلادهم غير نظيفة الطرق ولا مرتبة الأسواق ، وقد ملأوا الكتب بذلك ، ولم أر منهم من مدح مدينة ما إلا أنهم قد أفرطوا في ذلك فإن أكثر هولاء يذهب إلى بلادنا مستوفزا ويرقد في الخانات ، فلا تمكن له مشاهدة ما فيها من الديار الرحيبة والمنازه الفسيحة النيّرة ، فيتأذّى ممّا عانى ، ويحمل ذلك على مناكب البلاد جزافا ، ويغضّ النظر عن سيّئات بلاده. فإن حوانيت أهل الحرف والصنائع في فالتة وغيرها أيضا متفرّقة في جميع أطراف المدينة ، فربّما كان دكان الحدّاد تحت دار قاض أو مطران ، ولا تزال أصوات المطارق بالغة مسامعه ، وكذا الزواني ، ففي كل طريق هنا ترى منهن جملة حتى قدّام قصري الحاكم والمطران ، وكثيرا ما يتّفق أن صاحب العيلة يستأجر دارا بجانب زانية تكون إذ ذاك غائبة فلا يدري بها حتى إذا تبوأ محله أقبلت تجرّ ذيول عهرها ، فمتى قدمت البحرية سمعت لهم ولهن ضجيجا منكرا ، ولا تزال تسمع سفلة أهل البلد هنا يغنّون في الليالي ويزأطون [٤٠] ولا وازع لهم. فهل هذا يعدّ من الترتيب؟ أما أصوات الأجراس من الكنائس فبلية كبرى ، وبالجملة فإنه قلّما يتهنأ الإنسان هنا في سكنى دار.

ثم إنه ليس في فالتة حمّام منظور يتطهّرون به من نجاستهم ، فإذا اضطروا إلى كشط الوسخ عن أبدانهم استحمّوا في البحر. نعم إنه يوجد محل أطلق عليه لفظ


[٤٠] زأط يزأط : ضجّ وأكثر اللغط. (م).

اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست