responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 49

يتبوّؤها [٣٧] الإنكليز أجراس صغيرة مدلاة بأسلاك حديد نافذة في الغرف ، ويتّصل بها شرائط من حرير ، فإذا أراد المخدوم إحضار الخادم جبذ الشريطة فسمع الخدم صوت الجرس من كل جهات الدار ، وهذا أوفق من التصفيق باليدين وربّما كتبوا على صفحة الباب : اقرع الباب ، أو أطنّ الجرس وكذا العادة في بلاد الإنكليز ، ولكن ليس في الأبواب هنا خروق لوضع المكاتيب كما في ديار لندرة.

طرق المدينة

أما طريق المدينة فإن الماشي فيها أبدا يصعد ويهبط كحيزوم السفينة في الأمواج غير أنّ لها درجا يهوّن من صعبها ويمكن المشي على حافّاتها تحت المطر ، ولكل طريق حافّتان عن اليمين والشمال لممر الناس ، ومرور الخيل والعجلات في الوسط ، وقد كانت جميعها سابقا مبلّطة ، فكانت كرقعة العجلات عليها لا تطاق ، فاقتلعت الإنكليز بلاطها من الوسط وجعلوا بدله ترابا وحصى فقال أهل مالطة : إن الإنكليز دأبهم أن يحربوا [٣٨] بلادهم كما حربوهم من قبل في أخذهم مدافع النحاس ووضعهم مكانها أخرى من حديد. والحقّ يقال إن فرش الطرق بالتراب والحصى يجعلها في الصيف مثارا للنقع ، وفي الشتاء مناقع للوحل. وإنما فعلت الإنكليز ذلك مراعاة لرضى بعض الأعيان الذين لهم عواجل ، فلنفع هؤلاء وحدهم أغمضوا عن نفع العامّة وهذا دأبهم من أنهم يراعون خاطر العلية دون الجمهور ، والباقي من الحجر على الحافتين متى تصبه الشمس في الصيف يصر مسدرا [٣٩].

هذا ولما كان أهل مالطة أحرص الناس على ملابسهم وأحذيتهم كان خروجهم في الطرق ولا سيّما في الشتاء قليلا فتبقى الطرق دائما نظيفة ، فأما في لندرة فإن النساء يخرجن صيفا وشتاء ويلبسن نحو قباقيب تقيهم من الوحل ؛ فلهذا تكون طرقها


[٣٧] يتبوّؤها : يسكنها. (م).

[٣٨] حربه : سلبه كل ما يملك. (م).

[٣٩] مسدر : محيّر للبصر. (م).

اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست