responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 255

ولما كان العرب منحصرين في الجزيرة لا يتجاوز ملكهم شطوطها البحرية ، وبادية الشام من الشمال ، كانت الجزيرة عامرة ، والمدن كثيرة ، والقرى متصلة ، والمزارع ناضرة ، والقصور والجواسق وأماكن النزهة لا يأخذها العد ، فإنّ أراضيها المنبتة كانت تضيق بأهلها ، فكانوا يعملون فيها بكدّ عظيم ، ليستغلوا منها كل ما يقدرون أن يستغلوه ، ويتذرعون للخصب بأصناف الحيل.

فلما ظهر الإسلام وهبّ العرب للفتوحات ، ونشر عقيدة التوحيد من جبال الهندكوش إلى جبال الألب ، وكان خلفاؤهم يندبونهم للغزوات ،


لضيعة الطلحي مستقيمه

صادرة عنها تؤم الزيمه

ثم على سبوحة القديمه

حيث بريد الصخرة القديمه

مطنبة في السير ذي العزيمه

إلى أريك تعتلي صميمه

حميدة في الركب لا مليمه

باقية أعراقها كريمه

إني لأرجو أن ترى سليمه

محمودة في الركب لا مذيمه

قال الهمداني في تفسير هذه الأبيات (٣٨٨): (ضيعة الطلحي) من قريش نخل قديمات. (الزيمة) موضع فيه بستان عبد الله بن عبيد الله الهاشمي ، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة ، وكان يغلّ خمسة آلاف دينار مثقال ، وفيه حصن للمقاتلة مبنيّ بالصخر ، ويحميه بنو سعد من ساكنة غزوان ، وعدد جذوعه ألوف ، وفيه غيل مستخرج من وادي نخلة غزير يفضي إلى فوّارة في وسط الحائط تحت حنية ، ثم إلى ماجل كبير ، وفيه الموز والحنا. وأنواع من البقول.

و (سبوحة) موضع و (أريك) عقبة تضاف إلى المكان ، فيقال : عقبة أريك بضم الألف وأريك بفتحها ا ه.

قلت : مررت بالزيمة مرارا ، ولم أجد شيئا من تلك العمارة التي كانت في أيام المقتدر ، ولا حصنا هذا وصفه ، وإنما هناك عين فوّارة من الصخر ، يسمع خريرها من بعيد ، وليس فوقها حنية ، ويسقي بها العرب بعض زرائع وأشجار في الوادي ا ه المؤلف.

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست