responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 218

فأخرج أهله منها وأرسلهم إلى صيدا ، ثم لحق بهم بعد ذلك ، وقبل أن يصلها خرج إليه عسكر من دمشق ومعهم حصن الدولة حيدرة بن منزو لمقاتلته ، فلمّا علم بدر بذلك تحوّل عن طريقة وقصد صور ، فحاصرها أياما ، وعندما اقترب ابن منزو منه تركها وسار إلى عكا ، وما لبث ابن منزو أن مات في صور في هذه السنة [١].

ونتيجة للخطر المحدق بالنفوذ الفاطمي في الشام وخاصة بعد استقلال ابن عمار في طرابلس عنهم وابن حمدان في الرملة وساحل فلسطين قام بدر الجمالي على رأس جيش قدم من مصر بمحاصرة مدينة صور ومضايقتها حتّى أضرّ بأهلها ، ممّا دفع قاضيها ابن أبي عقيل لأن يكتب للأمير «قرلو» مقدّم الأتراك الواردين من العراق ، والمقيمين في نواحي الشام ، مستنجدا به ، فأجابه إلى طلبه ، وسار في ستة آلاف فارس فضرب الحصار على مدينة صيدا التابعة لنفوذ الدولة الفاطمية حتّى ضيّق على أهلها ، ووصلت الأخبار إلى بدر وهو لا يزال محاصرا لصور ، فخاف أن يحيط به الأتراك من خلفه ، لذا رفع حصاره ورحل عن صور ، بعد أن أشرف على أخذها ، إذ كان قد نجح في تأليب الكثير من أهلها وعسكرها ، وقويت شوكته بهم [٢].

وأثناء حصار بدر لمدينة صور كان هارون بن خان التركماني يقيم في هذه المدينة ، وكان ابن أبي عقيل قد أحسن إليه ووصله وإعطاه [٣] ، وأعطى أصحابه الأتراك الغز. لكن ابن خان قد خان مضيفه ابن عقيل وانحاز إلى


[١] صور من السيادة الفاطمية : ج ١ ، ص ١٢٠.

[٢] الكامل : ج ٦ ، ص ٢٤٣ ، اتّعاظ الحنفا ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، صور من السيادة الفاطمية ج ١ ، ص ١٢١.

[٣] نظرا للوحدة المذهبية بين الاثنين.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست