وسار السلطان إلى قلعة برزية وهي من أحصن القلاع ، فنازلها في يوم السبت رابع عشر من الشهر ، ثم تجرد يوم الأحد فرقي [٢] إلى الجبل فرآها قلعة على سن من الجبل عالية ، فأحدق بها وبالجبل ، وزحف عليها في يوم الثلاثاء السابع والعشرين من الشهر ، ورتب عليها الأمراء نوبا فقاتلوا واشتد القتال ، وتقدم السلطان بنفسه في النوبة الثانية ، فلما أيقنوا بأنهم ملكوا طلبوا الأمان وسلموا الحصن ، فلما حصل الفتح عاد السلطان إلى خيامه.
وكانت صاحبة حصن برزية أخت زوجة الإبرنس صاحبة أنطاكية قد سبيت فأمر بإحضارها ، وأعتقها وكذلك زوجها ، وأحضر أيضا ابنة لهما وزوجها وعدة من أصحابهم وأدخلهم معهم في الإطلاق ، وقلدا الحصن ، لأمير من جماعته ، وكان فتح هذا الحصن من آيات الله تعالى لحصانته وعدم القدرة عليه ، فيسر الله بفتحه [٣] في أسرع وقت.
رحل السلطان وأقام أياما على جسر الحديد [٦] ثم قصد دربساك [٧] وهو حصن مرتفع ، وكان عش الداوية فنزل عليه يوم الجمعة ثامن رجب وحصره ورمى برجا من السور بالنقب ، فلما كان يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب طلبوا الأمان وتسلم الحصن بما فيه يوم الجمعة ثاني عشر من الشهر.