عالية حصينة ، وهي للداوية فخيم بقربها في المرج ، وتقدم جمع كثير من العسكر بينهما وبين أنطاكية ، وصار يركب كل يوم ويقف تجاه أنطاكية.
وصعد السلطان متجردا في جماعة من عسكره إلى الجبل بإزاء الحصن ونصب عليه المجانيق [١] من جميع جهاته ورمي عليه وحصره ، فطلبوا الأمان ، وتسلم القلعة في ثاني شعبان وحرز ما في بغراس من القلعة فكان تقديرا اثني عشر ألف غرارة.
عقد الهدنة مع أنطاكية
ولما فرغ السلطان من فتح هذه الحصون قصد أنطاكية ، وكانت قد تلاشت أحوالها وقل ما فيها من القوت ، وكان الإبرنس صاحبها قد أرسل أخا زوجته يسأل في عقد الهدنة ، وطلب الأمان على ماله وولده لثمانية أشهر من تشرين إلى آخر أيار.
وأجابه السلطان لذلك [٢] وشرط عليه إطلاق من عنده من الأسارى وسار رسول السلطان ومعه شمس الدولة ابن منقذ لأجل الأسارى.
ورحل السلطان ثالث شعبان إلى سمت حلب ، ولما رحل السلطان من بغراس [٣] ، ودع عماد الدين زنكي وعساكر البلاد ، وخلع عليه منحه بالتحف النفيسة ، وأنعم على العسكر بأشياء خلاف ما غنموه.
وسار في عسكره ووصل إلى حلب ثم سار منها ووصل إلى حماة ، وبات بها ليلة واحدة ، ثم سار على طريق بعلبك فجاءها قبل رمضان بأيام. وكان العسكر قصدهم الصوم في أوطانهم بدمشق.
فلما وصل السلطان إلى دمشق اشتد عزمه وتحرك للجهاد من أجل صفد وكوكب وغيرهما وخرج من دمشق أوائل شهر رمضان.