فلما أصبح [١] يوم الخميس كان حصارها واشتد القتال ونقب أسوارها ، فطلبوا الأمان في يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الأولى ، وصعد إليهم قاضي جبلة يوم السبت وفتحت صلحا ، وسلموا القلاع بما فيها ورحل منهم جماعة ، ودخل جماعة في عقد الذمة.
ورتب السلطان فيها جماعة من مماليكه ، وركب السلطان وطاف بالبلد وقرر أمورها ورحل عنها.
رحل السلطان من اللاذقية ظهر يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الأولى ، وأخذ على سمت صهيون وخيم عليها يوم الثلاثاء التاسع والعشرين ، وأحاط العسكر بها يوم الأربعاء ، وحصرها [٤] فملكوا ثلاثة أسوار بما فيها ، فطلبوا الأمان وسلموا البلد ، ثم سلم حصن صهيون بجميع أعماله وما فيه من الذخائر ، وتسلم يوم السبت قلعة العبد ، ويوم الأحد قلعة الجماهريين ، ويوم الاثنين حصن البلاطنس.
وسار السلطان ثاني يوم فتح صهيون ونزل على العاصي ، وتسلم حصن بكاس [٥] يوم الجمعة تاسع جمادى الآخرة ، ثم حصر [٦] قلعة الشعر وطال القتال حتى أيس منه فخرج من الحصن من يطلب الأمان في ثالث عشر يوم الثلاثاء ، وتسلم قلعة الشعر.
ثم سار ولد السلطان الملك الظاهر إلى قلعة سرمانية ، فحصرها [٧] وخربها وفتحها يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.
[٢] صهيون : حصن من أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص وله ثلاثة أسوار ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٣ / ٦٣٦ ؛ أبو الفداء ، تقويم ٢٥٧ ؛ البغدادي ، مراصد ٢ / ٨٥٩.
[٣] ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ١٩٢ ؛ ابن شداد ٧١ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٢٩ ؛ ابن خلكان ٧ / ١٩١ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢١٣.