responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 465

بالشوبك قوم من الديار المصرية في حال الصلح فغدر بهم وقتلهم ، فناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين [١] ، فقال : ما يتضمن الاستخفاف بالنبي ، 6 ، وقصد المسير إلى المدينة الشريفة ومكة المشرفة ـ كما تقدم ذكره ـ وبلغ ذلك السلطان فحملته حمية دينه [٢] / / على أن نذر دمه.

ولما فتح الله عليه بنصره وجلس في دهليز الخيمة لأنها لم تكن نصبت بعد ، وعرضت عليه الأسارى ، فلما حضر بين يديه أجلسه إلى جنب الملك والملك بجنب السلطان ، وقرعه على غدره وقصده الحرمين الشريفين ، وذكره بذنبه من حلفه وحنثه ونقضه العهود والمواثيق. فقال الترجمان : أنه يقول : قد جرت بذلك عادة الملوك وكان الملك كي يلهث من الظمأ ، فآنسه السلطان ، وسكن رعبه ، وأتى بماء مثلوج فشرب منه ، ثم ناوله الإبرنس [٣] فأخذه من يده وشرب ، فقال السلطان للملك : إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فيكون أمانا له.

ثم نصبت له الخيام ، فلما جلس في خيمته أحضر الإبرنس [٤]. فلما أقبل عليه أوقفه بين يديه فقال [٥] : ها أنا أنتصر لمحمد منك ، ثم عرض عليه الإسلام ، فلم يفعل [٦] فبادره وضربه بالسيف فصرعه ، ثم أمر برأسه فقطع وجر برجله قدام الملك. فارتاع وانزعج ، فعرف السلطان منه ذلك فاستدعاه وأمنه وطمنه. وقال : لما غدر غدرنا به لأنه تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء ، صلوات الله عليهم وسلامه [٧] ، وكانت هذه النصرة للمسلمين في يوم السبت لخمس بقين من ربيع الآخر ، وبات الناس في تلك الليلة على أتم سرور [٨] ، وترفع أصواتهم بحمد الله تعالى وشكره وتهليله وتكبيره حتى طلع الفجر.

وأما الصليب الأعظم عندهم فإن المسلمين استولوا عليه يوم المصاف ، ولم يؤسر الملك حتى أخذ صليب الصلبوت ، وهو الذي إذا رفع ونصب يسجد [٩] له كل نصراني وركع ، وهم يزعمون أنه من الخشبة التي صلب عليه معبودهم ، وقد غلفوه


[١] ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٥ / ١٧٨ ؛ ابن خلكان ٧ / ١٧٦ ؛ المقريزي ، السلوك ٢٠٧.

[٢] حمية دينه أ ه : الحمية الدينية ب : حميته ودينه ج : ـ د.

[٣] الإبرنس أ ج ه : البرنس ب : ـ د / / وشرب أ : فشربه الملعون ب ج ه : ـ د.

[٤] الإبرنس أ ج ه : البرنس ب : ـ د.

[٥] فقال أ ه : وقال له ب : قال له ج : ـ د.

[٦] فلم يفعل أ ج ه : فلم يقبل ب : ـ د.

[٧] ينظر : ابن شداد ٦٢ ؛ ابن أيوب ٢٧٢.

[٨] سرور أ ج ه : ـ ب د.

[٩] يسجد أ ج : سجد ب ه : ـ د.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست