بالذهب ، وكللوه بالجوهر [١] ، وكان أخذه عندهم أعظم من أسر الملك ، وعظمت مصيبتهم بأخذه.
ثم نزل السلطان على صحراء طبرية [٢]. وندب إلى حصنها من تسلمه بالأمان وكانت الست صاحبة طبرية قد حمته ونقلت إليه جميع [٣] ما تملكه ، فأمنها على أصحابها وأموالها ، وخرجت بمن معها إلى طرابلس بلد زوجها القمص. وصارت طبرية للمسلمين ، وعين لولايتها صارم [٤] الدين قايماز النجمي. وكان من الأكابر والسلطان نازل ظاهر طبرية.
فلما أصبح يوم الاثنين سابع عشر من ربيع الآخر طلب السلطان الأسارى من الداوية والإسبتارية. فأحضر العسكر [٥] في الحال مائتين وأمر بضرب أعناقهم ، وكان عنده جماعة من أهل العلم والتصوف ، فسأل كل واحد ، في قتل واحد ، فقتلوا بحضرة السلطان. ثم سير ملك الفرنج وأخاه وهنفري وصاحب جبيل ومقدم الداوية [٦] وجميع أكابرهم المأسورين إلى دمشق وسجنهم [٧].
ورحل السلطان ظهر يوم الثلاثاء بمن معه من العساكر الإسلامية ، ونزل عشية بأرض لوبية [٩] ، فلما أصبح سار ، وكان في صحبته الأمير عز الدين أبو فليسة القاسم المهدي [١٠] الحسيني [١١] ، أمير المدينة النبوية ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وكان حضر تلك السنة صحبة الحاج [١٢] وهو ذو شيبة نيرة ، وحضر مع السلطان هذا الفتح جميعه.