ولما صنف الإمام أبو القاسم عمر بن الحسين الخرقي الحنبلي [١] المختصر [٢] في فقه مذهب الإمام أحمد ، قال في كتاب الحج ـ في باب ذكر الحج ودخول مكة : وإذا دخل المسجد الحرام فالاستحباب [٣] أن يدخل من باب بني شيبة فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر الله تعالى ، ثم أتى الحجر الأسود إن كان ، وإنما قال / / ذلك لأن تصنيفه الكتاب كان حال كون الحجر الأسود بأيدي القرامطة [٤] حين أخذوه من مكانه ، ولم يردوه إلا بعد وفاة أبي القاسم الخرقي في التاريخ ، المتقدم ذكره ، فإن أبا القاسم ، رحمه الله ، توفي بدمشق المحروسة في سنة ٣٣٤ ه قبل إعادة الحجر إلى مكانه بخمسين سنة
ذكر صفة المسجد الأقصى وما كان في زمن عبد الملك وبعده
روى الحافظ بهاء الدين بن عساكر [٥] : أنه كان فيه في ذلك الوقت من الخشب المسقف سوى أعمدة خشب ستة آلاف خشبة ، وفيه من الأبواب خمسون بابا.
قال القرطبي منها : باب داود ، وباب سليمان ، وباب حطة ، وباب محمد ، عليه الصلاة والسلام ، وباب التوبة الذي تاب الله ، عز وجل ، على داود فيه ، وباب الرحمة ، وأبواب الأسباط ستة أبواب ، وباب الوليد ، وباب الهاشمي ، وباب الخضر ، وباب السكينة ـ وكان فيه من العمد ستمائة عمود رخام [٦] ـ وفيه من المحاريب سبعة ، ومن السلاسل للقناديل أربعمائة سلسلة إلا خمسة عشر منها مائتا سلسلة وثلاثون سلسلة في المسجد الأقصى [٧] والباقي في قبة الصخرة الشريفة ، وذرع السلاسل أربعة آلاف ذراع ، ووزنها ثلاثة وأربعون [٨] رطلا بالشامي ، وفيه من القناديل خمسة آلاف قنديل ، وكان يسرج مع القناديل ألفا شمعة في ليلة الجمعة
[١] أبو القاسم عمرو بن الحسين بن عبد الله الخرقي الحنبلي فقيه حنبلي توفي سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م. ينظر : الشيرازي ٧٣ ؛ اليافعي ٢ / ٣١٦.
[٢] المختصر أ ه : الخلاصة ب : ـ ج د / / أحمد أ : + رضياللهعنه ب ه : ـ ج د.
[٥] بهاء الدين ، أبو محمد القاسم ابن الحافظ الأكبر أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر ، صنف عدة مصنفات ، وبيض تاريخ دمشق بخطه في ثمانين مجلدا ، توفي سنة ٦٠٠ ه / ١٢٠٣ م ، ينظر : أبو شامة ، الذيل ٤٧ ؛ ابن خلكان ٣ / ٣١١.