عليه الصلاة والسلام ، وهو بعيد ، وهو طاقة واحدة ، وباب العمرة طاقة واحدة.
وفي الجانب الشامي [١] : باب السدة ، وباب دار العجلة ، وباب الزيادة واحدة ، وباب السكينة ، وكل منها طاقتان إلا باب الزيادة فهو طاقة وعدة [٢] منائره خمس منارات. وزيدت منارة سادسة لمدرسة السلطان الملك الأشرف قايتباي ، نصره الله تعالى.
ومما وقع في الكعبة الشريفة في شهور [٣] سنة ٣١٧ ه [٤] في أيام المهدي [٥] بالله عبيد الله أول خلفاء الفاطميين ، وكان خليفة بغداد في ذلك العصر المقتدر بالله أبو الفضل جعفر العباسي [٦] ، أن أبا طاهر سليمان القرمطي [٧] صاحب البحرين قصد مكة ، ودخلها يوم التروية وهو ثامن ذي الحجة ، فانتهب [٨] أموال الحجاج ، وقتل الناس في رحاب مكة ، وشعابها حتى في المسجد وفي جوف الكعبة ، ودفن القتلى ببئر [٩] زمزم وفي المسجد الحرام ، وأمر بقلع باب [١٠] الكعبة ونزع كسوتها عنها ، وشققها بين أصحابه ، وهدم قبة زمزم ، وأمر بقلع الحجر الأسود [١١] وأخذه إلى هجر [١٢] واستمر ببلادهم اثنتين وعشرين سنة ولم يردوه إلى سنة ٣٣٩ ه [١٣].
[٥] عبيد الله المهدي الفاطمي العلوي ، من ولد جعفر الصادق ، وهو مؤسس دولة العلويين في المغرب وجد العبيديين الفاطميين ، أصحاب مصر توفي سنة ٣٢٢ ه / ٩٣٤ م ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٨ / ٩٠ ؛ ابن خلدون ٤ / ١١ ؛ المقريزي ، اتعاظ ١٧.
[٦] المقتدر : الخليفة العباسي جعفر بن المعتضد ، تولى الخلافة وعمره ثلاث عشرة سنة قتل سنة ٣٢٠ ه / ٩٣٢ م ، ينظر : السيوطي ، تاريخ ٤٤٠ ـ ٤٤٨.
[٧] سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي الهجري ، أبو طاهر القرمطي ، ملك البحرين وزعيم القرامطة ، خارجي ، طاغية جبار نسبته إلى جنابة (من بلاد فارس ، مات سنة ٣٣٢ ه / ٩٤٤ م) ، ينظر : السيوطي ، تاريخ ٤٣٣ ؛ الجابي ٣١٤.