وليلة [١] النصف من رجب وشعبان ورمضان وفي ليلتي العيدين وفيه من القباب خمس عشرة [٢] قبة سوى قبة الصخرة ، وعلى سطح المسجد من شقف الرصاص سبعة آلاف شقفة وسبعمائة ، ووزن الشقفة سبعون رطلا بالشامي غير الذي على قبة الصخرة.
وكل ذلك عمل في أيام عبد الملك بن مروان ورتب له من الخدام [٣] القوام ثلثمائة خادم ، اشتريت له من خمس بيت المال ، كلما مات منهم ميت [٤] قام مكانه ولده أو ولد ولده أو من أهلهم يجري عليهم ذلك أبدا ما تناسلوا ، وفيه من الصهاريج أربعة وعشرون صهريجا كبارا ، وفيه من المنابر أربعة : ثلاثة منها صف واحد غربي المسجد وواحد [٥] على باب الأسباط.
وكان له من الخدام [٦] اليهود الذين لا يؤخذ منهم جزية عشرة رجال ، وتوالدوا فصاروا عشرين ، لكنس أوساخ [٧] الناس في الموسم والشتاء والصيف ، ولكنس المطاهر التي حول الجامع.
وله من الخدم النصارى عشرة أهل بيت يتوارثون خدمته لعمل الحصير ولكنس حصر المسجد ، وكنس القناة التي يجري فيها [٨] الماء إلى الصهاريج ، وكنس الصهاريج أيضا ، وغير ذلك.
وله من الخدام [٩] اليهود جماعة يعملون الزجاج والقناديل والأقداح والثريات وغير ذلك ، لا يؤخذ منهم جزية ولا من الذين يقومون بالقش لفتائل القناديل جاريا عليهم وعلى أولادهم أبدا ما تناسلوا من عهد عبد الملك بن مروان وهلم جرا [١٠].
وتوفي عبد الملك بن مروان بدمشق في يوم الخميس لخمس عشرة [١١] ليلة