لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» ، طويل السكوت [١] لا يتكلم في غير حاجة ، وأحب الطعام إليه ما كثرت عليه الأيدي ، وإذا وضعت المائدة قال : «بسم الله اللهم اجعلها نعمة دائمة [٢] مشكورة نصل بها نعيم الجنة» ، وإذا فرغ منها : «اللهم لك الحمد أطعمت وأسقيت وآويت لك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا» [٣].
وكان يشرب في ثلاث دفعات له فيها ثلاث تسميات وفي آخرها ثلاث تحميدات ، وكان يعجبه الثياب اخضر ، وأكثر ثيابه البياض [٤] ويقول : «ألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم» ، وكان ، 6 ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، وكان زاهدا في الدنيا ، مات ولم يخلف دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ، وعرض عليه أن يجعل له [٥] بطحاء مكة ذهبا فقال : «لا يا رب أجوع يوما وأشبع يوما» ، فأما اليوم [٦] الذي أجوع فيه فأتضرع إليك وأدعوك ، وأما اليوم الذي أشبع فيه فأحمدك وأثني عليك. وكان ، 6 ، خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وآتاه الله علم الأولين والأخرين وفضله على سائر الخلق أجمعين ، ولا يحصى أحد مناقبه من العالمين ، 6 ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين صلاة دائمة إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين.
أول من تزوج خديجة بنت خويلد ، رضياللهعنها ، ثم سودة بنت زمعة ، ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق ، رضياللهعنهما ، ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب ، رضياللهعنهما ، ثم زينب بنت خزيمة [٨] ، وكانت تدعى أم المساكين لرأفتها بهم ، ومكثت عنده ثمانية أشهر ، وتوفيت وقد بلغت ثلاثين سنة ، ودفنت بالبقيع [٩] ، ولم
[١] السكوت أ ج ه : الصمت ب د الأيدي أ ب ج د : الأيادي ه.