responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 281

وكان قبل ذلك في سنة إحدى عشرة خلت من ملكه سارت أمه هيلانة ، المتقدم ذكرها ، إلى القدس في طلب خشبة المسيح [١] التي تزعم النصارى أن المسيح صلب عليها ، ولما وصلت إلى القدس أخرجت خشبة الصليب ، وأقامت لذلك عيد الصليب ، وبنت كنيسة قمامة [٢] على القبر الذي تزعم النصارى أن عيسى دفن فيه [٣] ، وبنت المكان المقابل لقمامة [٤] المعروف [٥] يومئذ بالدركاه ، وكنيسة بيت لحم والكنيسة بطور زيتا بمصعد سيدنا عيسى ، 7 [٦] ، وكنيسة الجيسمانية التي بها قبر مريم ، 3 ، وغير ذلك ، وخربت هيكل بيت المقدس إلى الأرض وهو الذي كان في المسجد ، وأمرت أن يلقى في موضعه قمامات البلد وزبالته [٧] ، فصار موضع الصخرة الشريفة [٨] مزبلة.

وبقي الحال على ذلك حتى قدم عمر بن الخطاب ، رضي‌الله‌عنه ، وفتح بيت المقدس الشريف [٩] على ما سنذكره عند ذكر الفتح العمري إن شاء الله تعالى. قال المشرّف عن كعب قال : كانت قبة صخرة بيت المقدس طولها في السماء اثني عشر ميلا [١٠] وكان أهل أريحا وعمواس يستظلون بظلها ، وكان عليها ياقوتة تضيء بالليل كضوء الشمس ، فإذا كان النهار طمس الله ضوءها ، فلم تزل كذلك حتى أتت الروم فغلبوا عليها. فلما صارت في أيديهم قالوا : تعالوا نبني عليها أفضل من البناء الذي كان عليها فبنوا عليها على قدر طولها في السماء وزخرفوه بالذهب والفضة. فلما فرغوا من البناء دخله سبعون ألفا من الرهبان [١١] وشمامسهم في أيديهم مجامر الذهب والفضة وأشركوا فيها فانقلبت عليهم فما خرج منهم أحد.

فلما رأى ملك الروم ذلك جمع البطارقة والشمامسة ورؤساء الروم فقال لهم :


[١] المسيح أ ج ه : عيسى 7 ب : شبيهه المسيح د.

[٢] هي كنيسة القيامة ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ، ١ / ١٨٩.

[٣] ينظر : المسعودي ١ / ٣١٧ ، ابن الأثير ، الكامل ١ / ١٨٩.

[٤] لقمامة أ ج د ه : للقمامة ب.

[٥] المعروف ب ج د ه : المعروفة أ / / بالدركاه ب ج د ه : الزردكانه أ.

[٦] 7 ب ج د ه : ـ أ.

[٧] وزبالته أ ب د : زبالاتها ج ه.

[٨] الشريفة ب : ـ أ ج د ه.

[٩] الشريف ب : ـ أ ج د ه.

[١٠] هذا العلو للسماء من المستحيلات في هذا العصر وهذا القول ينفيه ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ، ينظر : ابن عبد ربه ، العقد ٦ / ٢٦٣.

[١١] الرهبان أ : رهبانهم ب ج د ه.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست