لما كان في السنة الرابعة من ملكه في شهر أيار وهي سنة ٥٣٩ [٢] لوفاة موسى ، 7 ، ابتدأ سليمان ، 7 ، في عمارة بيت المقدس حسبما تقدم به وصيه أبيه إليه.
وكانت مدينة بيت المقدس في زمن إسرائيل عظيمة البناء ، متسعة العمران ، فكانت أكبر من مصر ومن بغداد ، على ما يوصف [٣] فيقال : إن العمارة والمنازل كانت متصلة من جهة القبلة إلى القرية المعروفة يومئذ بدير السنة [٤] ، ومن جهة الشرق إلى جبل طور زيتا [٥] ، واستمرت العمارة بطور زيتا إلى حين الفتح العمري [٦] ، ومن جهة [٧] الغرب إلى ماميلا [٨] ، ومن جهة الشمال إلى القرية التي بها قبر النبي شموئيل [٩] ، 7 ، واسمها عند اليهود رامة [١٠] ومسافتها عن بيت [١١] المقدس تقرب من ربع بريد [١٢] لعمارة داود وسليمان ، 8 ، لمدينة القدس إنما هي تجديد للبناء [١٣] القديم.
وتقدم في أول الكتاب ذكر أول من عمر المدينة [١٤] واختطها وأنه سام بن
[٥] جبل طور زيتا : جبل مطل على المسجد الأقصى شرقي وادي سلوان ، وهو وادي جهنم ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٢ / ٥٤ ؛ النابلسي ١٦٣.
[٦] الفتح العمري : الفتح الذي يسره الله على يد عمر بن الخطاب للقدس عام ١٥ ه / ٦٣٦ م. ينظر : البلاذري ، فتوح ١٤٠ ؛ الطبري ، تاريخ ٣ / ٦٠٧ ؛ ابن الأثير ، الكامل ٢ / ٣٤٨.
[٧] ومن جهة الغرب إلى ماميلا أ ب ج ه : ـ د / / ماميلا أ ج د ه : ماء مولا ب.
[٨] ماميلا : مقبرة بظاهر القدس بها دفن الأعيان والعلماء ، ينظر : النابلسي ١٨٧ ؛ الأنصاري ، مقبرة ماميلا.