وعن كعب ووهب [٢] : أن داود ، 7 ، أعد لبناء بيت المقدس مائة ألف بدرة [٣] ذهبا وألف ألف بدرة ورقا [٤] وثلثمائة ألف دينار لطلي [٥] البيت ، وذكر أن هذا مال لا تفي به المعادن.
قال وهب : ودفن [٦] داود بالكنيسة المعروفة بالجسمانية شرقي / / بيت المقدس في الوادي ، ويقال : إن قبر داود ، 7 ، بكنيسة صهيون وهي التي بظاهر القدس من جهة القبلة بأيدي طائفة الفرنج لأنها كانت داره ، وفي كنيسة صهيون [٧] المذكورة موضع تعظمه النصارى ، ويقال : إن قبر داود فيه وهذا الموضع هو الآن بأيدي المسلمين.
وسنذكر ما وقع في ذلك في عصرنا من التنازع بين المسلمين والنصارى فيما بعد ، في حوادث سنة خمس وتسعين وثمانمائة إن شاء الله تعالى.
لما توفي داود ملك ابنه سليمان وعمره اثنتا عشرة سنة ، ومولد سليمان بغزة ، وأتاه الله الحكمة والعلم والملك ما لم يؤته لأحد سواه على ما أخبر الله ، عز وجل ، به في محكم كتابه العزيز ، فأطاع الله له الأنس والجن والشياطين والرياح والطيور والوحوش [١٠] والهوام وكل المخلوقات على اختلاف أجناسها فسبحان المتفضل بما شاء على من يشاء [١١].