ثم قصد موسى ، 7 ، المسير [٢] إلى أهله ، فبكى شعيب وقال : يا موسى كيف تخرج عني وقد ضعفت وكبرت؟ فقال له [٣] : قد طالت غيبتي عن أمي وخالتي وهارون أخي وأختي فإنهم في مملكة [٤] فرعون ، فقام شعيب وبسط يديه [٥] ، وقال : يا رب إبراهيم الخليل ، وإسماعيل الصفي ، وإسحاق الذبيح ، ويعقوب الكظيم ، ويوسف الصديق ، رد قوتي وبصري ، فأمن موسى على دعائه ، فرد الله عليه بصره وقوته ثم أوصاه بابنته. وسار موسى وأهله وضرب خيمته على الوادي وأدخل أهله فيها ، وهطلت السماء بالمطر والثلج ، وكانت امرأته حاملا فأخذها الطلق ، فأراد أن يقدح فلم يظهر له نار ، فاغتم لذلك ، فإذا [٦] هو بنار من بعيد (قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٢٩) [٧] ، فلما دنا [٨] منها رأى نارا [٩] ممتدة من السماء إلى شجرة عظيمة من العوسج [١٠] وقيل : من العناب ، فتحير وخاف ، فلما أتاها نودي من جانب الواد [١١] الأيمن من الشجرة أن : (يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (١٦) [١٢] ، ثم قال : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨))[١٣].