وهو قضيّة كلام الباقين; فإنّهم اعتبروا
في التنجيس ملاقاة النجاسة للماء، فينتفي الحكم بدونها.
وفي الغنية: «كلّ ماء استحقّ إطلاق
الاسم ولم تخالطه نجاسة، فإنّه طاهر مطهِّر بلا خلاف»[1].
ويدلّ على ذلك مضافاً إلى الإجماع[2]: الأصل[3]، والعمومات السالمة عن المعارض;
فإنّ الظاهر من الروايات الدالّة على نجاسة الماء بالتغيير ملاقاة المغيّر للماء
واتّصاله به، وهو منتف في هذا الفرض.
ولا فرق في هذا الحكم بين الجاري والراكد، بل ولا بين المطلق والمضاف;
فإنّ التنجيس مشروط بالملاقاة، فينتفي بانتفائه مطلقاً.