responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الأحكام المؤلف : السيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 43

® ظاهر الحديث القدسيـ فإنّه غني عن ذلك، فيجب تنزيله على إرادة عارفيّة العبد العائد نفعها إليه، لا معروفيّة الربّ ; ولابدّ فيه وفي آية العبادة من الحمل على التكليف بهما، لتخلّفهما في كثير من العباد، وامتناع تخلّف الغاية في فعل الحكيم العالم بالعواقب» منه (قدس سره).

وفي الحديث: ما العبادة؟ قال7: «حسن النيّة بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله بها»[1].

وتنقسم إلى:

عبادة بالذات، وهي العبادة الأصلية التي لا تصحّ إلاّ بالنيّة، كالوضوء والغسل. وإطلاق الاسم ينصرف إلى هذا القسم.

وعبادة بالعرض، وهي المنوي به التقرّب ممّـا يتأتّى بدونه، كالتسليم، ووفاء الغريم.

والأصل فيما تعلّق به الطلب مطلقاً أن يكون عبادة بالأصل ما لم يثبت خلافه; تحقيقاً لمقتضى الإطاعة والامتثال، وعملا بعموم ما دلّ على اعتبار النيّة في الأعمال. وقد يعكس القول في ذلك; تمسّكاً بالأصل، وهو مرتفع بما ذكرنا من الدليل.

وهذا أصل نافع ينفتح به كثير من أبواب هذا العلم، فاحتفظ به.

وتنقسم العبادة قسمةً أُخرى إلى:

وجوديّة، كالصلاة والزكاة.

وعدميّة، كالصوم والإحرام.

ويلوح من بعضهم قصرها على النوع الأول، بناءً على استحالة تعلّق القدرة بالترك.

وليس بشيء; لتساوي نسبة القدرة إلى طرفيها، وإلاّ لم تكن قدرة، بل إيجاباً.


[1]. الكافي 2 : 83 ، باب العبادة ، الحديث 4 ، وفيه : « يطاع الله منها » ، المحاسن : 261 ، الباب 33 ، الحديث 321 ، معاني الأخبار : 240 ، باب معنى العبادة ، الحديث 1 ، وفيهما : « من الوجه الذي
يطاع الله منه » ، وسائل الشيعة 1 : 52 ، كتاب الطهارة، أبواب العبادات، الباب 6 ، الحديث 13.

اسم الکتاب : مصابيح الأحكام المؤلف : السيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست