قال في القاموس: «ولا تكون إلاّ من جلدين، ينضام
بينهما بثالث لتتّسع»[1].
وقال في مجمع البحرين: «المَزادة:
الراوية; وسُمّيت بذلك لأنّها يُزاد فيها جلد آخر من غيرها،
ولهذا إنّها أكبر من القربة»[2].
وعلى هذا فلا استبعاد في كون الزائد على الراوية بقدر الكرّ، خصوصاً
على مذهب القمّيّين. ويؤيّده ما نُقل عن الأزهري أنّ الراوية تملأ
قلّتين[3].
وكيف كان، يجب الحمل على ما بلغ الكرّ، جمعاً بين الأخبار.
واعلم أنّ هذه الرواية وإن لم تكن مسندة إلى معصوم 7إلاّ أنّ
ذلك لا يقتضي القطع المنافي للصحّة; إذ الظاهر أنّ الإضمارات الواقعة في
الروايات إنّما نشأ من[4]تقطيع
الأخبار، ولأنّ الشيخ (رحمه الله)أوردها في الاستبصار[5]
بإسناده عن محمّد بن يعقوب، ثمّ ساق سند الكافي مع اختلاف يسير لا يخرجه عن
الصحّة، وإن كان الأصوب ما في الكافي، كما نبّه عليه بعض المحقّقين[6]،
مصرّحاً بإسناد الكافي إلى أبي جعفر7. ولعلّه اطّلع عليه من
محلّ آخر.
وكذا أورده في زيادات التهذيب[7] مصرّحاً بإسناده
إليه; إلاّ أنّ في طريقه علي بن
[1]. القاموس المحيط 1 : 299 ،
« زيد » ، وفيه : «تُفْأَم بينهما بثالث
لتتّسع» .
[2]. مجمع البحرين 3 : 59 ،
« زيد » ، وفيه: « لأنّه يزاد » .
[3]. لم نعثر على حكاية القول عنه ،
والموجود في كتابه تهذيب اللغة 13 : 235 ، « زيد »
هكذا : « و أمّا الراوية ، فهي مجمع المزادتين اللتين تعكمان على
جنبي البعير، ويروَّى عليهما بالرِّواء ، وكلّ واحدة منهما مزادة والجميع
مزايد ... » .