قالوا: سئل الخضر 7، عن أعجب شيء رأيته في الدنيا في طول
سياحتك، و كثرة خلواتك، و قطعك القفار و الفلوات، قال: أعجب ما رأيته، أنّي مررت
على مدينة، لم أر على وجه الأرض أحسن منها، فسألت بعضهم:
متى بنيت هذه المدينة؟ قالوا: سبحان الله، ما يذكر آباؤنا و لا
أجدادنا متى بنيت هذه المدينة، و ما زالت كذلك من عهد الطوفان.
ثم غبت عنها نحوا من خمسمائة عام، و عبرت عليها بعد ذلك، و إذا هي
خاوية على عروشها، و لم أر أحدا أسأله، و إذا رعاة غنم، فدنوت منهم، فقلت:
أين المدينة التي كانت هاهنا؟ قالوا: سبحان الله، ما يدرك آباؤنا و
لا أجدادنا أنه قط، كان هاهنا مدينة.
فغبت عنها نحوا من خمسمائة عام، ثم انتهيت إليها، فإذا موضع تلك
المدينة بحر، و إذا غوّاصون يخرجون منه شبه الحلية، فقلت لبعض الغوّاصين: منذ كم
كان هذا البحر هاهنا، فقال: سبحان الله، ما يدرك آباؤنا و لا أجدادنا، إلا أنّ هذا
البحر منذ بعث الله الطوفان.
[1] - العلج: الرجل الضخم القوي من كفار العجم، و بعضهم
يطلقه على الكافر عموما، و هو هنا الرجل النصراني الذي قدم على المستعين بن هود.
[2] - الخضر 7: اختلف العلماء في نبوّته و
نسبه و اسمه على عدّة أقوال ذكرتها كتب التفسير.