و روي: أنّ رجلين تنازعا في أرض، فأنطق الله لبنة من جدار تلك الأرض،
فقالت: إني كنت ملكا من الملوك، ملكت الدنيا ألف سنة، ثم متّ و صرت رميما ألف سنة،
فأخذني خزّاف[2] و اتخذني
خزفا، ثم أخذني و ضربني لبنا، و أنا في هذا الجدار منذ كذا و كذا سنة، فلم
تتنازعان في هذه الأرض؟
و من أعجب ما روي في الاسرائيليات: أنّ ابنة من بنات الملوك، تزهدت
في الدنيا و تابت، و خرجت من ملكها ففقدت، فلم يسمع لها خبر، و لا علم لها أثر، و
كان هناك دير للمتعبدين، فلحق بهم شاب يتعبّد، فأبصروا منه من الاجتهاد و الجدّ في
العمل، و ملازمة الأوراد[7]، و مواصلة
الأعمال، ما فاق به جميع من في الدّير، و أقام على ذلك ما شاء الله تعالى، إلى أن
انقضت أيامه، و وافاه حمامه[8]، فقضى
الفتى نحبه[9]، فحزن له
أهل الدّير من الزهاد و العبّاد و المنقطعين، و أذروا[10]
عليه الدموع، ثم أخذوا في غسله و إذا هو امرأة، ففحصوا عن أمره و إذا هي بنت
الملك، فزادهم ذلك إعجابا به،