و لما وجه سليمان بن عبد الملك[2]
محمد بن يزيد[3] إلى
العراق ليطلق أهل السجون و يقسم الأموال، ضيّق على يزيد بن أبى مسلم.
فلما ولى يزيد بن عبد الملك[4]
الخلافة ولّى يزيد بن أبى مسلم[5] إفريقية،
فاستخفى محمد بن يزيد، فطلبه يزيد بن أبى مسلم، فأتى به فى شهر رمضان عند المغرب،
و فى يد ابن أبى مسلم عنقود عنب، فقال له يزيد حين دنا منه: محمد؟ قال: نعم. قال:
اما و الله لطالما سألت الله تعالى أن يمكّننى منك بغير عهد و لا عقد، فقال محمد:
و أنا و اللّه لطالما سألت الله أن يجيرنى منك و يعيذنى. فقال يزيد: فو الله ما
أجارك و لا أعاذك، و إن سابقنى ملك الموت إلى قبض روحك لسبقته، و الله لا أكلت هذه
الحبّة حتى أقتلك.
[2] - سليمان بن عبد الملك: الخليفة الأموى السابع توفى
سنة 99 ه و قد سبقت ترجمته.
[3] - محمد بن يزيد: أمير أفريقية من سنة 97 ه و كانت
الأندلس تتبع له و قد ولى لمدة سنتين و عدل و لكن تعسّف فى بعض أحكامه فعزله عمر
بن عبد العزيز، ثم أعاده أهل أفريقية للولاية بعد أن قتلوا يزيد بن أبى مسلم و
أقرّه الخليفة يزيد بن عبد الملك توفى أو قتل سنة 101 ه،( الأعلام 7/ 143).
[4] - يزيد بن عبد الملك الخليفة الأموى التاسع خلف عمر
بن عبد العزيز، قضى على ثورة ابن المهلب عامل خراسان، قيل أنه انصرف إلى اللهو و
مات سنة 105 ه و دفن فى دمشق.( الأعلام 8/ 185).
[5] - يزيد بن أبى مسلم، كاتب الحجاج ولّاه يزيد بن عبد
الملك على أفريقية و أراد أن يسير فى أفريقية بسيرة الحجاج فى العراق فنقم عليه
أهلها و قتلوه كما نرى فى الحكاية و أعادوا( محمد بن يزيد) و كتبوا إلى الخليفة(
بأنّا لم نخلع أيدينا من الطاعة و لكن يزيد سامنا مالا يرضاه الله و المسلمون
فقتلناه و أعدنا علينا محمد بن يزيد- فأقر الخليفة تصرفهم و كان ذلك سنة 101 ه(
الأعلام للزركلى 7/ 143).
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 452