responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 392

الباب الثالث و الخمسون فى بيان الشروط و العهود التى تؤخذ على العمال‌

اعلم أرشدك الله: أنه يجب أن يولّى على الأعمال، أهل الحزم و الكفاية، و الصدق و الأمانة، و تكون التولية للغناء لا للهوى، و ملاك الولايات و أساسها أن لا يولّى الأعمال طالب لها، و لا راغب فيها.

روى البخارى فى صحيحة عن أبى موسى الأشعرى قال: أتيت النبى صلى اللّه عليه و سلم و معى رجل، فلما سلّمنا عليه قال صاحبى: يا رسول الله: استعملنى، فقال صلى اللّه عليه و سلم: «إنا لا نستعمل على عملنا من أراده»[1] فقلت: يا رسول الله، و الذى بعثك بالحق ما عرفت الذى فى نفسه.

و قد روى عن بزرجمهر، و قد قيل له: ما بال ملك آل ساسان صار أمره إلى ما صار إليه؟ قال: لأنهم قلّدوا كبار الأعمال صغار الرجال.

و لله در عمرو بن العاص حيث قال: موت ألف من العلية[2]، أقل ضررا من ارتفاع واحد من السّفل.

و قال العلاء بن أيوب‌[3]: غضب المأمون على بعض أصحابه غضبا شديدا، ثم قال له: لا أماتك اللّه أو يبلغك دولة السّفل.

و قال رجل من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم لرجل قد آذاه: «أدركتك إمرة الصبيان».

و قال المستوغر الأكبر[4] و كان قد عمر فى الجاهلية ثلاثمائة سنة:


[1] - الحديث: رواه الإمام أحمد و البخارى و مسلم و النسائى أبو داود عن ابى موسى و الحديث صحيح( الجامع الصغير للسيوطى رقم 2522).

[2] - علية القوم: جلّتهم و أشرافهم.

[3] - العلاء بن أيوب: هو الإمام المجود الحافظ أبو الفضل الموصلى كان عابدا خاشعا متواضعا، و من أحسن الناس صوتا بالقرآن الكريم، ولى فارس من قبل الخليفة المأمون.( سير أعلام النبلاء 13/ 350).

[4] - المستوغر الأكبر: عمرو بن ربيعة بن كعب التميمى، من المعمّرين الفرسان الشعراء فى الجاهلية، قيل أنه أدرك الإسلام، لقب بالمستوغر لقوله بيتا من الشعر يصف فيه فرسا عرقت( الأعلام 5/ 77).

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست