اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 334
و يكنّهم[1]
من المطر، و يحميهم من الضباب، و يحرسهم من الذئاب، يا أهل الشام: أنتم الجبة[2] و الرداء، و أنتم العدة و الجداء[3].
و قال العجم: أسوس[4] الملوك:
من قاد رعيته إلى طاعت بقلوبها، و لا ينبغى للوالي أن يرغب فى الكرامة، التى
ينالها من العامة كرها، و لكن فى التى يستحقها بحسن الأثر، و صواب التدبير.
و قال عمر بن عبد العزيز: إنى لأجمع أن أخرج للمسلمين أمرا من العدل،
فأخاف أن لا تحمله قلوبهم، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا، فإن نفرت القلوب من هذا
سكنت إلى هذا.
و قال معاوية لزياد[5]: من أسوس
الناس؟ أنا أم أنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ما جعل الله رجلا حفظ الناس بسيفه[6] كمن أسمع الناس و أطاعوا له
باللّين.
و يروى أن سليما[7] مولى
زياد، فخر بزياد عند معاوية، فقال معاوية:
اسكت، فما أدرك صاحبك بسيفه، أدركت أكثر منه بلسانى.
[1] - أى يحميهم و يسترهم، الكنة: ستر الشيء و وقاؤه.