responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 334

و يكنّهم‌[1] من المطر، و يحميهم من الضباب، و يحرسهم من الذئاب، يا أهل الشام: أنتم الجبة[2] و الرداء، و أنتم العدة و الجداء[3].

و قال العجم: أسوس‌[4] الملوك: من قاد رعيته إلى طاعت بقلوبها، و لا ينبغى للوالي أن يرغب فى الكرامة، التى ينالها من العامة كرها، و لكن فى التى يستحقها بحسن الأثر، و صواب التدبير.

و قال عمر بن عبد العزيز: إنى لأجمع أن أخرج للمسلمين أمرا من العدل، فأخاف أن لا تحمله قلوبهم، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا، فإن نفرت القلوب من هذا سكنت إلى هذا.

و قال معاوية لزياد[5]: من أسوس الناس؟ أنا أم أنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ما جعل الله رجلا حفظ الناس بسيفه‌[6] كمن أسمع الناس و أطاعوا له باللّين.

و يروى أن سليما[7] مولى زياد، فخر بزياد عند معاوية، فقال معاوية:

اسكت، فما أدرك صاحبك بسيفه، أدركت أكثر منه بلسانى.


[1] - أى يحميهم و يسترهم، الكنة: ستر الشي‌ء و وقاؤه.

[2] - الجبة: ثوب واسع يلبس فوق الثياب، أو الدرع.

[3] - الجداء: النفع و العطية، يقال: فلان قليل الجداء عنك، أى لا يغنى عنك و الأجدى: الأنفع.

[4] - أسوس الملوك: أى أقدرهم على فن الحكم و إدارة أعمال الدولة داخليا و خارجيا.

[5] - معاوية: أى معاوية بن أبى سفيان الخليفة الأموى. زياد: أى زياد بن أبيه الذى ألحقه بنسبه فسمى زياد بن أبى سفيان و قد سبقت ترجمتها.

[6] - حفظ الناس بسيفه: أطاعوه بالقوة.

[7] - سليم: مولى زياد بن أبيه.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست