responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 317

فيا أيها الملك الذى كتب الله عليه الفناء، و العمر القصير، و الزمان اليسير، و الأيام المعدودة، و الأنفاس المحصورة، كيف أردت أن يصفو لك من الرعية ما لم يصف منهم لخالقهم، و رازقهم، و محييهم، و مميتهم؟

هيهات هيهات، بعيد ما أمّلت، و مستحيل ما طلبت، فلك فى الله أسوة حسنة، إن ترضى منهم بما رضى منهم خالقهم، و تسير فيهم بسيرة ربّهم فيهم، أ لم تر كيف أحسن إليك فرضى منك باليسير من العمل، و أكثر لك من النّعم من الأموال و الخول‌[1]، فانظر كيف يستر زلّاتك، و يتغمّد سيئاتك، و لا يفضحك فى خلواتك، ففى هذا ما يمهّد النفوس، و يؤدّب ذوى العقول، و يهدى إلى الصواب، و يوضّح طرق الرشاد.

و لله درّ عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لقد كان واعيا لما تلوته عليك، فإنّه روى عنه أنّه كتب إلى عمرو بن العاص (كن لرعيّتك كما تحبّ أن يكون لك أميرك).


[1] - الخول: جمع خولى: العبيد و الإماء و غيرهم من الحاشية، و هو يستعمل بلفظ واحد للجميع، و ربما قيل للواحد: خائل، و هذا مأخوذ من التخويل أى التمليك، و قيل من الرعاية.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست