responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 275

و اعلم: أن البخل يكون من سوء الظنّ بالله، أن لا يخلف و لا يثيب، و هذا يوهن التصديق بما تكفل الله به، و يطرق الخلل و الامتناع إلى جميع الأوامر بين العبد و بين الخالق، و بين العبد و بين الخلق، في ترك معاونتهم و النصح لهم.

و قال كسرى لأصحابه: أيّ شي‌ء أضرّ بابن آدم؟ قالوا: الفقر. فقال كسرى: الشح أضر من الفقر، لأن الفقير إذا وجد اتّسع، و الشحيح لا يتسع أبدا.

و لما قدم الشّافعي‌[1] من صنعاء إلى مكة، كان معه عشرة آلاف دينار، فقالوا له: تشتري بها ضيعة؟ فضرب خيمة خارج مكة، و صب الدنانير.

فكلّ من دخل عليه كان يعطيه قبضة قبضة، فلما جاء وقت الظهر، قام و نفض الثوب و لم يبق شي‌ء.

و لما قربت وفاته قال: مروا فلانا يغسلني- و كان الرجل غائبا- فلما قدم أخبر بذلك، فدعا بتذكرته، فوجد عليه سبعين ألف درهم دينا، فقضاها و قال: هذا غسلي إياه.

و روي أن رجلا أراد أن يؤذي عبد الله بن عباس، فأتى وجوه البلد و قال:

يقول لكم ابن عباس: تغدوا اليوم عندي، فأتوه فملئوا الدار، فقال: ما هذا؟

فأخبر الخبر، فأمر أن تشترى الفواكه في الوقت، و أمر بالخبز و الطبيخ، فأصلح القرى‌[2]، فلما فرغ قال لوكلائه: أ موجود لنا هذا كل يوم؟ قالوا:

نعم، قال: فليتغد هؤلاء كلهم كل يوم عندنا.

و من الخصال الجارية مجرى الكمال و الجمال و لعلها من الأصول، الصبر.


[1] - محمد بن إدريس الشافعي الفقيه المعروف سبقت ترجمته.

[2] - القرى: طعام الضيف.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست