ذلك الشرك الذي استعاذ منه الرسول الأكرم
صلّى الله عليه و آله بقوله:
اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ الخفِيّ.
كلّ الخيرات من الله، و كلّ الشرور من النفس
إذن على السالك أن يعي مستعيناً بالعون الإلهيّ بأنه لا شئ، و أن
يذعن بعجزه و ذله و عبوديّته و مملوكيّته، و أن يدع الأنانيّة حتّى لا يقع في
أحضان الكفر الأعظم؛ ليوفّق بالتالي للوصول إلى الإسلام الأعظم، فقد كان بعض
العارفين لا يتلفّظ بكلمة «أنا» و «نحن» طوال حياته، و إنّما كان قوله: جاء العبد
و ذهب العبد. و البعض الآخر منهم كان يفصل بين ما هو مستند إلى الحسن و الجمال
الإلهيّ فينسبه إلى ذات الحقّ، و ما هو راجع إليه و الساحة الإلهيّة المقدّسة
بريئة منه فينسبه إلى نفسه، و ما يمكن إسناده إلى نفسه و إلى الله تعالى يأتي به
بصيغة الجمع كنحن، و هذه الطريقة قد استفادها من قصّة موسى و الخضر 8،
إذ يقول الخضر 7: