فأتى هنا بصيغة المفرد المتكلم و نسب العيب لنفسه، لأنَّ العيب لا يسند إلى الذات الإلهيّة.
وَ أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَ كُفْراً، فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً.[1]
لأنَّ القتل يمكن أن ينسب إلى الله و إلى الخضر لذا جاء به بصيغة الجمع.
وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ يَسْتَخْرِجا كَنزَهُما.[2]
لأنَّ التوجّه إلى الخير و إرادة الكمال و النفع تستند إلى الذات الإلهيّة، لذا نسبه إلى الله تعالى، و هكذا في حديث إبراهيم 7 حيث تبرز هذه الطريقة في الخطاب:
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ، وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ.[3]
[1] - الآيتان 80 و 81، من السورة 18: الكهف.
[2] - الآية 82، من السورة 18: الكهف.
[3] - الآيات 78 إلى 80، من السورة 26: الشعراء.