و لا يخفى أنَّ السالك عندئذٍ بالإمكان أن يأخذه العجب و الأنانيّة
من جرّاء ما يشاهده، و أن يواجهه أعظم الأعداء و أشدّهم قتالًا و هو نفسه، كما ورد
في الحديث:
أعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ التي بَيْنَ جَنْبَيْكَ.
ففي هذه الحال إن لم تتدارك السالك العناية الربّانيّة سوف يبتلي
بالكفر الأعظم، و قد أشاروا إلى هذا الكفر بقولهم: النَّفْسُ هِيَ الصَّنَمُ
الأكبر، و هذه هي عبادة الأصنام التي التجأ النبيّ إبراهيم 7 إلى الله و
استعاذ به منها: وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ.[3] إذ من الواضح أنه لا يتصوّر تلك العبادة للأصنام المصنوعة في حقّ
إبراهيم 7، و إنَّما هو يستعيذ بالله من