سئل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلم
عن معنى الإحسان؛ فأجاب: أ نْ تَعْبُدَ الله كَأنَّكَ
تَرَاهُ، وَ إنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فَإنهُ يَرَاكَ.
فإلى ذلك الحين الذي لا يكون إسلام السالك الأكبر قد وصل إلى مرحلة
الإيمان الأكبر قد تعتري السالك- من حين لآخر- حالة الإحسان فيؤدّي العبادات بشوق
و رغبة و ميل شديد.
عالم الإيمان الأكبر و خصوصيّاته
أمّا عندما يصل إلى الإيمان الأكبر فإنه ينتقل فيه الإحسان من حال
طارئ إلى ملكة المحسنين، و حينها يؤدّي السالك جزئيّات الأفعال و كلّيّاتها بداعي
الميل و الشوق بطيب خاطر، و ذاك لأنَّ الإيمان قد سرى إلى الروح، و لأنَّ الروح
سلطان جميع الأعضاء و الجوارح و حاكمها، لذا فإنَّها تحمل الجميع على العمل و
المثابرة، فتنقاد لها سائر الأعضاء بتسليم و إنابة بلا تخلّف و لا اعتراض. قال
الله تعالى في حقّ هذه الطائفة: