و الرغبة فيها، و إنَّ السالك المؤمن
بالإيمان الأكبر الذي وصل إلى مرتبة الإحسان و ملكته، ليس له أي رغبة فيها؛ لأنه
يعرف أنه لا يمكن اجتماع حُبَّينِ و شوقينِ في قلب واحد؛ لقوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ،[1] نعرف
بالبرهان الإنّيّ[2] عدم وجود الميل
و الرغبة الإلهيّة في قلب السالك فيما لو كان له رغبة في الملاهي، فمثل هذا القلب
يكون منافقاً؛ لأنه من جانب يظهر الميل و الرغبة في الامور الراجعة إلى الله
تعالى، و من جانب آخر يميل و يرغب في اللغو و اللهو. و هذا هو النفاق الأكبر الذي
يقابل الإيمان الأكبر، فلا يكون التسليم و الإطاعة فيه ناشئينِ من الرغبة و
الاشتياق الباطني. و إنما هما نتاج العقل و وليدَي الخوف و المصالح التي تعترض
الإنسان، و إلى هذا النفاق أشار تعالى بقوله: