لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ.[1]
قال صلّى الله عليه و آله و سلم: «ألَا أكُونُ عبداً شكوراً؟».[2]
فاتّضح بذلك أنَّ الإتيان بالأعمال العباديّة من البعض لم يكن طلباً
للكمال، بل محض إظهار الإمتنان و الشكر الجزيل.
علماً بأ نَّ الحالات التي تظهر للسالك على أثر المراقبة و المجاهدة
و الأنوار و الآثار التي تُصبح مشهودة له من حين إلى آخر، كلّ هذه مقدّمة تحصيل
الملكة، فمجرّد ترتّب الآثار و تغيّر الحال في الإجمال ليس كافياً، بل يجب على
السالك أن يسعى لرفع بقايا العالم السافل الكامن في ذاته، فإنه ما لم يسانخ صالحي
العالم العالي لن يكون الوصول إلى مراتبهم ميسوراً له، فمن شأن أي خطأ صغير في
السلوك و الجهاد أن يعيده مجدّداً إلى العالم السافل. قال تعالى: