الوقت ب- «الحال»، و يكون السالك فيه غير
مختار، ولكن على إثر شدّة المراقبة و العناية الإلهيّة ينتقل السالك إلى «المقام»،
و يُصبح هنالك مختاراً.
و من البديهيّ أنَّ السالك القويّ هو الذي يكون في عين شهود هذه الأحوال
متوجّهاً إلى عالم الكثرة، و يدير كلا العالمين، و هذه المرتبة رفيعة جدّاً و
الوصول إليها في غاية الصعوبة، و لعلها تختصّ بالأنبياء و الأولياء و من اختاره
الله تعالى، فهؤلاء في عين الاشتغال بنعمة لي
مَعَ الله حَالاتٌ لَا يَسَعُهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ[1]، تظهر
منهم جلوات و تجلّيات أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ.[2]
و إذا قيل: إنَّ هذه المناصب اختصاصيّة، و الوصول إلى هذه الذروة من
المعارف الإلهيّة منحصر بالأنبياء و الأئمّة المعصومين :، و إنَّ
الآخرين ليس بإمكانهم الوصول إلى هذا الطريق أبداً.
الوصول لمقام التوحيد المطلق مُيَسَّر للجميع
نقول: إنَّ منصب النبوّة و الإمامة أمر اختصاصيّ، ولكنَّ الوصول إلى
مقام التوحيد المطلق و الفناء في الذات الأحديّة الذي
[1] -« جامع الأسرار» ص 27، و 205؛ و« كشف المحجوب»
للهجويريّ، ج 2، ص 616.