مصباح أو قنديل مشتعل. و هذه الأنوار تُسمّى
في اصطلاح العارفين ب- «النوم العرفانيّ»، و هي من قبيل الموجودات البرزخيّة.
مشاهدة السالك نفسه في مختلف مراحل التجرّد
و حينما يترقّى السالك في مراتب المراقبة لتكتمل عنده مراحلها تُصبح
هذه الأنوار أقوى، فيرى السالك كلّ السماء و الأرض شرقاً و غرباً دفعة واحدة مضيئة
مشرقة، هذا النور هو نور النفس الذي يسطع حين العبور من عالم البرزخ. لكن في
المراحل الاولى للعبور عند ابتداء ظهور التجلّيات النفسيّة يشاهد السالك نفسه
بصورة مادّيّة، و بعبارة اخرى قد يلاحظ نفسه و كأنّها واقفة أمامه، و هذه المرحلة
هي مرحلة ابتداء التجرّد.
يقول المرحوم الاستاذ العلّامة القاضي رضوان الله عليه: «خرجت من
غرفتي يوماً متخطّياً ممرّ البيت، فرأيت نفسي واقفة بسكون إلى جانبي، فنظرت إليها
بدقّة متناهية فرأيت في وجهي خالًا لم الحظه من قبل، و عندما دخلت إلى الغرفة و
نظرت في المرآة، رأيت فعلًا أنه كان يوجد في وجهي خال. و لم أكن حتّى ذلك الوقت
ملتفتاً إليه».
و أحياناً يشعر السالك أنه قد أضاع نفسه، و مهما بحث عنها لا يستطيع العثور
عليها، و يقال إنَّ هذه المشاهدات تقع في المراحل الابتدائيّة لتجرّد النفس، و هذه
(المراحل) مقيّدة بالزمان