و السكون، و في تمام الحركات و السكنات، ولو
التفت السالك دائماً إلى الأسماء و الصفات الإلهيّة لظهرت عليه علائم الأدب و
الصغر.
النيّة و أنواعها
الثاني عشر: النيّة
و ذلك أن لا يكون للسالك قصد من السلوك سوى نفس السلوك و الفناء في
الذات الأحديّة، و عليه، ينبغي أن يكون سير السالك خالصاً لله تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.[1] و قد جاء
في عدّة أخبار أنَّ للنيّة ثلاث مراتب، منها ما قاله الصادق 7:
العُبَّادُ ثَلَاثَةٌ: قَوْمٌ عَبَدُوا الله خَوْفاً فَتِلْكَ
عِبَادَة العَبِيدِ. وَ قَوْمٌ عَبَدُوا الله طَمَعاً فَتِلَكَ عِبَادَةُ
الاجَرَاءِ. وَ قَوْمٌ عَبَدُوا الله حُبَّاً فَتِلَكَ عِبَادَةُ الأحْرَارِ.
بالتأمّل و التدِقيق يتّضح أنَّ عبادة الطائفتين الاوليينِ ليست
صحيحة حقيقة، لأنَّ عبادتهم لم تكن لله و إلى الله، و إنَّما تعود إلى عبادة
النفس، فهم- في الواقع- كانوا يعبدون ذواتهم دون الله تعالى، لأنَّ عبادتهم تعود
في واقعها إلى تلك العلائق