و المشتهيات النفسانيّة، و لأنَّ عبادة
النفس لا تجتمع مع عبادة الله، لذا تعدّ هذه الجماعة- حسب النظرة الاولى- كافرة
بالله و منكرة له، لكن باعتبار أنَّ القرآن الكريم ينصّ على أنَّ أصل عبادة الله
فطريّ في كلّ البشر، و ينفي حدوث أي تغيّر أو تبدّل في خلقه:
لا يرجع انحراف البشر- بناء على ذلك- إلى أصل عبادة الله، بل يرجع
إلى مقام التوحيد، أي عدم الإيمان بوحدانيّة الله في الفعل و الصفة و جعل شركاء
له، و لهذا نجد أنَّ القرآن في كلّ مجال يصرّح بثبوت توحيد الله و نفي الشرك عنه،
و على هذا الأساس فإنَّ أهل الطائفتينِ الاوليينِ يشركون بالله بالقصد. و يمزجون
في مقام العمل بين عبادة الله و عبادة الذات، و يؤدّون الأفعال و الأعمال
العباديّة بكلا الداعيينِ. و هذا هو الشرك. و في الحقيقة هم مشركون بالله و بنصّ
القرآن لن يغفر لهم.
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما
دُونَ ذلِكَ لِمَنْ