كان المرحوم الحاجّ الميرزا عليّ القاضي رضوان الله عليه يغلب لديه
جانب الحبّ و الإنبساط على جانب الخوف، و كذلك كان المرحوم الحاجّ الشيخ محمّد
البهاريّ رحمة الله عليه، و في المقابل الحاجّ الميرزا جواد الملكيّ التبريزيّ
رضوان الله عليه، حيث كان مقام الخوف غالباً على الرجاء و الانبساط، و هذا الأمر
مشهود من خلال جوانب و زوايا أحاديثه. و الذي يكون رجاؤه أكثر يقال له
«الخراباتيّ»، و أمّا من يطغى خوفه فيسمّى «المناجاتيّ». ولكنَّ الكمال في رعاية
الاعتدال، و هو عبارة عن حيازة كمال الرجاء في عين كمال الخوف، و هذا ما ينحصر
وجوده في شخص الأئمّة الأطهار :.
نعود إلى صلب الموضوع فمحصِّل الكلام أنَّ الأدب هو أن لا ينسى
الممكن حدوده الإمكانيّة، و لهذا نرى الإمام الصادق 7 يخرّ ساجداً لله
تعالى واضعاً جبينه المبارك على التراب عندما يسمع بضع كلمات في حقّه يشمّ منها
رائحة الغلو.
و المرتبة الكاملة من الأدب هي أن يعتبر السالك نفسه دائماً و في
جميع الأحوال في محضر الحقّ سبحانه و تعالى، و يلاحظ الأدب في حال التكلم و
السكوت، في النوم و اليقظة، في الحركة