كلٌّ في مرتبته و مقامه، كلّ هذا من آثار
محبّة الله، كما ورد في الحديث: «إنَّ عمدة شعب الإيمان الشفقة على خلق الله». إلهي أسْألُكَ حُبَّكَ وَ حُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ...
احِبُّ
بُحُبِّهَا تَلَعَاتِ نجدٍ
وَ
مَا شَغَفِي بِهَا لَوْلَا هَوَاهَا
أذِلُّ
لآلِ لَيْلَى في هَوَاهَا
وَ
أحْتَمِلُ الأصَاغِرَ وَ الكِبَارَا
حفظ الأدب
الحادي عشر: حفظ الأدب
تجاه الحضرة المقدّسة لربّ العزّة و خلفائه. و هذا الأمر يختلف عن
معنى المحبّة الذي ذكر سابقاً. و الأدب عبارة عن الالتفات إلى النفس كيلا تتعدّى
حدودها، و تخالف مقتضى العبوديّة، فكلّ ممكن له حدّ و حريم في قبال الواجب، و لازم
حفظ الأدب رعاية مقتضيات عالم الكثرة، ولكنَّ الحبّ هو انجذاب النفس إلى الحضرة
الإلهيّة، و لازمه الالتفات إلى الوحدة.
إن النسبة بين الحبّ و الأدب مثل النسبة بين الواجب و المحرّم من
الأحكام، لأنَّ السالك أثناء أداء الواجب يتوجّه إلى المحبوب و في الاجتناب عن
الحرام يتوجّه إلى حريمه الخاصّ كيلا يخرج عن حدوده الإمكانيّة و مقتضى عبوديّته،
فالأدب يرجع- في حقيقته- إلى جانب اتّخاذ الطريق المعتدل بين الخوف و الرجاء، و
لازم عدم رعاية الأدب، كثرة الإنبساط بمقدار يوجب تجاوز