و هي عبارة عن تأديب النفس بعد صدور الخيانة منها، و ينبغي أن يكون
ذلك حسب مقتضى الحال.
التاسع: المسارعة
بأن يسارع إلى فعل ما قد عزم عليه، فطريق السالك تحفّه الآفات، و يقف
في كلّ مقام منه مانع، فينبغي أن يكون السالك حاذقاً و واعياً جدّاً، فيؤدّي
تكليفه و وظائفه قبل أن يحول دونها المانع و يلوّث ساحته، فلا يضيّع دقيقة واحدة
في سبيل الوصول إلى المقصد.
العاشر: الحبّ
حبّ صاحب الشريعة و خلفائه بالحقّ، فينبغي أن يُخلص في هذه المحبّة
بحيث لا يكون فيها أي غشّ، و يصل في هذه المرحلة إلى حدّ الكمال، لأنَّ للمحبّة
مدخليّة عظيمة في التأثير على الأعمال، و كلما كانت المودّة أكثر و أعظم فإنَّ أثر
الأعمال سوف يكون أعظم و أشدّ رسوخاً.
و لأنَّ كلّ الموجودات هي مخلوقات الله، فعلى السالك أن يحبّها
جميعاً، و يحترم كلّ واحد حسب مرتبته و درجته. فالعطف و الإشفاق على كلّ ما ينتسب
إلى الله سواء كان حيواناً أو إنساناً،