اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 99
و منشأ ذلك كلّه ترك مجالسة العلماء، و
إستماع أقوال الجهلاء الأغبياء، و رفض العقليّات، و الاقتصار على الخرافات و
الحكايات. «كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا
سَيَعْلَمُونَ».[1] «كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ
مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ».[2]
عتاب مَن يقبل أوّل قولٍ وَرَدَ على سمعه و دخل على قلبه
و مِنهم: من يقبل أوّل قولٍ وَرَدَ على سمعه البكر، و دخل على قبله
الخلو، فيميل إليه ميل المتربّص، و يعتمد عليه اعتماد المخلص، بل يتمسّك به تمسّك
المحقّق، يسكن إليه سكون الواثق المصدّق، حتّى يمازج قلبه، و يخالط لبّه، و يصير
له خلقاً باقياً، و طبعاً ثانياً، فجعل ينصره و يألفه، و يلهج بذمّ من خالفه، و
يجهد نفسه في استخراج ما قواه، و يكدّ خاطره في تضعيف ما سواه؛ حتّى أنّه إذا سمع
قول خصمه، ثبت نفسه إلى القدح فيه، و سارعت إلى الطّعن عليه، سواء فهم مقالته، أو
لم يفهم علم غرضه، أم[3] لم يعلم،
و ذلك لأنّهم «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ»[4]؛