و مِنهم: مَن يعتبر الحقّ بالرّجال، فيتّبع مَن تميّز بنقل حديث
بلسان فصيح، و إن لم يعرف الباطل من الصّحيح، أو كثر دعواه، و طال لسانه في فتواه،
أو له صيت في الماضين، و جلالة قدر في الغابرين، أو ذاع تصنيفه، و شاع[3] تأليفه بين أبناء الزمان، أو أثنى
عليه مَن يتقرّب إلى السّلطان، فيحسن الظّنّ به في كلّ ما قال و سطر، و يجعل ذلك
دلالة على صوابه[4] في جميع
ما يأتي و يذر، فيصدّه ذلك عن الرأي الرّشيد، و القول السّديد؛ «أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ».[5]