responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 92

و قال: (من كان في جهده مراعيا للمراد فيه، كان جهده على حسبة، و من لم يرع المراد فيه فقد خسر الدارين).

أقول: الحسبة و الاحتساب طلب الأجر، و الضمير في (فيه) يعود إلى الجهد، و هو بذل الطاقة في العبودية، و المراد الحقيقيّ من الجهد و العبوديّة امتثال أمر المعبود به، لا لغرض نفساني، فمن كان في جهده و طاعته مراعيا للامتثال، كان جهده على طلب أجر حقيقيّ، و هو رضا المعبود؛ لأنّه أصل كلّ عطيّة سنيّة، و موهبة هنيئة، و من لم يرعه، و طلب على جهده غرضا دنياويّا، لا يرجع من اللّه بأجر نافع، لا في الدنيا، و لا في الآخرة، و ذلك هو الخسران المبين.

و قال: (بذل المجهود بغير حسبة خسران).

أقول: معناه ظاهر.

بيان الإرادة و الطلب‌

قال: (من أراد الحقّ فارق الخلق، و نفسه من جملة الخلق).

أقول: يعني شرط صحّة الإرادة مفارقة ما يمنع من المراد، و هو الخلق، فمن أراد الحقّ وجب عليه مفارقة الخلق، و يدخل فيها مفارقة النفس؛ لأنّها من جملة الخلق، و هذه المفارقة مفارقة بالقلب و المعنى، لا بالقالب و الصورة، و إن كانت المفارقة الصوريّة في البداية عونا على المفارقة المعنويّة، لكنّها في النهاية غير معنيّة، بل حضور الخلق في النهاية يكون سببا لمزيد الحال؛ إذ وجود الفعل مع المانع أقوى.

فالغيبة عن الخلق بالباطن مع حضور الظاهر أقوى من الغيبة بالظاهر و الباطن، و ممّا يشهد بأنّ المعتبر هو المفارقة المعنوية- لا الصوريّة- دخول النفس في الخلق، و لا شكّ أنّ مفارقة النفس في الخلق لا تكون إلّا بالمعنى.

و قال: (من أراد اللّه لنواله أراده بنواله، فخوّله، و من أراد اللّه لوصاله أراده بوصاله، و خوّله معرفة اتّصاله).

أقول: التخويل بمعنى الإعطاء، و الضمير المتّصل في (أراده) للّه، و المنفصل عائد إلى (من)، و كذلك في: (خوّله)، و سائر الضمائر

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست